عندما ترتكب خطاء كبيرا ثم تحاول ان تعالجه فترتكب خطاء اخر اكبر منه ,وتعلم ان كل هذه الاخطاء قد رأها الرب , هنا سوف تحاول ان تلتمس غفران الرب و رضاه عنك بكل قوتك
لقد زنا داود الملك مع بثشبع التى هى زوجة لأوريا الحثى احد ابطال داود.وعندما علم انها حبلى ابتداء يفكر فى اخفاء الامر ومعالجته بطرقه البشرية,التى فشلت فما كان منه الا ان يفكر فى قتل اوريا والتخلص منه, معتقدا انه بهذا تكون خطية الزنى ونتائجها قد دفنت مع اوريا الحثى.وبعد ذلك اتخذ بثشبع زوجة شرعية له.(2صم11)
اننا كثيرا ما نسقط فى احدى الخطايا و قبل ان نستفبق منها نجد انفسنا و قد انجرفنا فى سلسلة من الخطايا.وتتعقد الامور بدل من حلها.وحتى عندما نصل لنقطة من العلاج متوقعين نهاية الامر نكتشف ان كل ما فعلناه قد اذاد الامر خسارة وليس مكسبا.
لقد ادان الرب ما فعله داود مرسلا رسالة مليئة بالتوبيخ الى داود على يد ناثان النبى ,واعلن ان كل ما فعله داود هو خطايا قبيح فى عينى الرب الذى لا تخفى عنه اية امور.
والسؤال الهام هنا هل كان داود مدرك ان الرب يراه ويتابعه فى كل ما فعله!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا اعتقد فقد اعمت الخطية عينيه واصابته بالتشويش.وقاده الشيطان لمعالجة الخطية بعيدا عن الرب,وكانت النتائج.
لقد ارسل الرب بيد ناثان التوبيخ و التأديب الذى منه ان الابن المولود سوف يموت.
هنا داود استرجع ذاكرته الروحية وبداء فى رحلة من اروع رحلات التوبة فى الكتاب المقدس (مزمور 51) كان رجوعه حقيقى للرب ,يعترف بالخطية و يطلب الغفران و المصالحة مع الرب ويضع كل حياته من جديد فى يد الرب ,وطالبا اهم امر وهو ان يغسله اللرب من كل اثم ,خالقا قلب نقى ,وان يرد له بهجة الخلاص.
الا انه ايضا التفت فوجد الابن المولود ثمرة الخطية محكوم عليه بالموت, لقد مرض الولد واذدات حالته سواء.ولأنه يعرف قلب الرب الممتلئ بالرحمة ابتداء يصلى ويصوم طالبا من الرب ان يشفى الولد وينقذه ويرحمه مرة اخرى.
الرب هنا محصور بين قانونين وقوتين وهما العدل والرحمة ,الحق والنعمة ,القداسة والمحبة.
ان يموت الولد فهذه هى اجرة الخطية و ان يعيش الولد فهذه هى الرحمة والنعمة الفائقة.
لو كنا مكان الرب لكنا فى حيرة شديدة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لقد اختار الرب الاثنين معا :
– اولا اعلن ادانته للخطية و تأديبه فى موت الابن (لأن داود قائد لكل الشعب فهو مسئول امام الرب عن الشعب).
– ثانيا اعلن رحمته ونعمته لداود وبثشبع شركاء الخطية فى انه اعطاهم ابن اخر (سليمان)قد احبه وارسل رسالق خاصة بيد ناثان النبى بذلك .بل واكثر من ذلك اختاره ليكون الملك الذى يخلف داود والذى يبنى بيت الرب المنتظر.
لقد اتى الرب بالعقوبة ولم يتراجع عنها ليعلن ان اجرة الخطية صعبة وتبعاتها ايضا صعبة.ولايريد الرب ان نخطئ ثم نعود لنفس الخطاء غير مبالين بنتائجه, لكنه يزرع فينا مخافته وكراهيتنا للخطية وعدم استخفافنا بالنعمة.ولكنه بعد ان يتأكد اننا قد استوعبنا الدرس يغمرنا بالتعزيات والنعم.
الرب هو الذى يحول اللعنة الى بركة ولكن ليس على حساب كرامته,او الاستخفاف بوصاياه.نعم يريد ان يباركنا ولكن فى نفس الوقت يعلمنا و يهذبنا.
السؤال الهام هنا ايهما تحتاج فى هذا الوقت فى حياتك؟؟؟؟؟؟؟؟
اننا اخطأنا كثيرا ولا نريد ان نجنى ثمار ما فعلناه هيا نأتى الى الرب مقرين بخطايانا,الخطية المحبوبة ,عدم الغفران,العصيان,الشركة مع الظلمة,الكبرياء,الطمع.
ونضع حياتنا بين يديه واثقين فى محبته المتناهية وانه صالح, متوقعين دائما التعويض وان اللعنات تتحول الى بركات. ولكن بدون شروط فى التوقيت او الطريقة انتظره لن يخذيك
قد يموت امر ما رغم انك صليت له كثيرا وانتظرته! ولكن مؤكد سيقوم غيره كافى لتعويضك وشبعك. هللويا فهو يبقى امينا لا يقدر ان ينكر نفسه.ولن يسمح بالعدو ان يدمر حياتك او ان تنتهى حياتك هكذا,هناك دائما ايام تعويضية قادمة لك.
الرب يبارك حياتكم
اشرف دانيال