من أتزوج

تزوج بالشخص الذي تحبه و قريب منك و يعطيك الرب راحة تجاهه .

و هنا نري ثلاث محاور هامة حتي أقول نعم أنا مقتنع بأن هذا الشخص هو شريك حياتي !
1- الإعجاب الشخصي به. 2- التوافق معه.
3- الراحة الروحية.و ليس بالضرورة أي نقطة تسبق الأخري و لكن المهم أن تتوافر الثلاث نقاط كي أقول نعم أريد ان أرتبط به شريك لحياتي.

أولا ً:  الإعجاب
ليس بالضرورة أن تكون هناك قصة حب بيننا طويلة حتي أقول أنني أقبل الإرتباط بها أو به . و لكن يكون اعجاب مبدئي موجود و يظهر ذلك فرح اللقاء ببعضهما و الفخر الذي يشعره الطرفين عند التحدث مع بعضهما و السعي للتواجد مع بعض .
وهذا ببساطة يعني القبول المبدئي.

ثـــــانيا : التـــــــــوافق
ومجالات التوافق كثيرة جدا ً . و تختلف أهميتها من شخص لآخر . و لا يوجد إثنان متطابقان في كل شيء و لا نسعي لإيجاد مثل هذا التشابه . و لكن يجب أن  تكون هناك جوانب أساسية في الحياة متقاربة بينهما

1– الجانب الإجتماعي.
من ناحية الخلفية و الأسرة التي نشأ فيها كل منهما . و المستوي المادي بحيث يكون هناك تقارب بين العائلتين.

2- الجانب الثقافي
و يتمثل في الشهادة و المرحلة الدراسية التي انهاها كل منهما في التعليم و مدى إلمامه الثقافي و إتساعه مثل إجادته للغة آخرى.

3- الجانب الروحــي.
و يتمثل هذا الجانب في العلاقة الروحية الحقيقة مع الرب و الخدمة و الدعوة التي في حياته . و توقعاته من ناحية الخدمة . أســــلوب العبادة.

4- الجانب العمــــري.
والناحية العمرية مهم جداً  كتعبير عن الحالة أو المرحلة النفسية و الجسدية التي يمر بها كل منهما  و ليس بالضرورة مدة معينة مع إنه من الشائع أن يكون الرجل أكبر سنا ً من المرأة . و لكن المهم كيف يحيا كلا ً منهما و كيف يرى أحداهما الآخر . فقد نجد فتاة في عمر العشرين لكن تفكير عقلها ناضج جداً و قد نجد شخص في عمر الأربعين و لكن مظهره و سلوكه و حيويته كمن في عمر العشرين . يعني المهم تواجد تقارب في المرحلة الفكرية و النفسية .

5- الشخصيــــــات.
هناك شخصية إنطوائية لا تجد الراحة في التواجد مع أعداد من الناس الكثيرة و ليس من السهل أن تكتسب مثل هذه الشخصية  الصداقة . هناك شخصيات إجتماعية لا تستطيع أن تحيا إلا في وسط الأخرين و لها العديد من الصداقات .
توجد شخصيات حادة المزاج و توجد شخصيات ايضاً رقيقة المزاج و الطباع و هنا الحساس و هناك الشخص العملي  الذى ليس لديه إهتمام بالمشاعر . هناك من يتكلم كثيرا ً أو من يصمت لفترات طويلة .
( وهنا يجب أن يكون الإثنان في نفس الإتجاه بقدر الإمكان و ليس عكس الإتجاه . )

6- الميول و الأهداف .
هناك من يحلم بأن يكون غنيا ً و هناك من يحلم بخدمة الرب طوال حياته و هنا من يحلم بالتفرغ لخدمة الرب و هناك من يتطلع للسفر و الهجرة خارج البلاد و هناك من يرفض ذلك تماما ً .
هل هناك توافق في هذه الميول ؟!.

7- القيم و المبادىء.
كيف أربي أولادي  ،  المال و أهميته  ،  علاقتي مع المجتمع  .الاولويات…….

السؤال الهام هنا !
ما هي أهم الملامح في التوافق  ؟
الإجابة تختلف من شخص لآخر  . بل يجب علينا أولا ً أن نعرف من نكون وما هي ملامح شخصياتنا و نبحث عن من يناسبنا .

سؤال آخــــــر . إذا وجدنا شخصية مناسبة جدا ً في نقاط كثيرة و لكن مختلف في أمر أو اثنين فماذا أفعل ؟ .
يجب أن أفهم و أعي أن أحدد أهمية هذا الخلاف في ضوء أهميته لحياتي . فمن الممكن للبعض التنازل عن المستوى المادي و لكنه لا يتنازل عن المستوى الثقافي و البعض قد يتنازل عن الإختلاف العمري و لكنه لا يتنازل عن المستوى الروحي . وهكذا بيدينا تحديد الأمر من أهميته أو الإقلاال من أهميته .
يعني ما هي الأمور التي يمكن التنازل عنها و ما هي الأمور التي لا يمكن التنازل عنها.
فمع كل هذا لابد أن تكـــــون الصــلاة هي السند العظيم في هذا الأمر.

ثـــالثا ً : الــــراحة الروحية .
– لا تختار شريك حياتك بمعزل عن الرب . لا تثق في الأمور التي تراها لانها تخدع أي من الطرفين .
لكن إسعى لمعرفة الرب و مشيئته لهذا الإرتباط لان الرب وحده هو الذي يقدر أن يضمن لك المستقبل و شريك الحياة .
– الراحة الداخلية التى تزاد في محضر الرب بالصلاة الدائمة .
– قد يتكلم الرب بطرق عديدة و من خلال أمور كثيرة و لكن أنت سوف تظل المسئول الأول عن سماع صوت الرب و إمتحانه فلا نعتمد فقط علي راحة الأخرين الروحية لأي طرف .
– علينا ان نسعى قبل الزواج و الدخول في تحدى سماع صوت الرب أن تدرب نفسك علي طاعة الرب و الجلوس في محضره . وأن تصلي مبكراً قبل التفكير في الإرتباط و أن يقودك الرب للتعرف علي الطرف الأخــر هذا كله يساعدك علي التعرف بسهولة علي مشيئة الرب و سماع صوته .

أخيـــــراً .
* علينا ان نحسب حساب النفقة في كل الإختلافات التى نكتشفها و لا نتعجل في أخذ القرار .
*  ثق في محبة الرب لك و أنه لا يريد أن نعاني بل أن يكون لنا الفرح و التمتع .
* لا نستطيع أن نغير من أحد و لكن علينا أن نتقبل الطرف الآخر كما هو .
* السعادة ليست في المال و لا الأمور المادية لكن في المحبة و الوحدة .
* لابد ان نعرف إننا مختلفين عن الأخرين و لا يوجد إرتباطين متشابهين , علينا ان نقبل ما  يقودنا الرب اليه و نفرح به
* الجمال الخارجي هام و لكنه ليس كل شئ فالجمال الداخلي أبقي و اعظم طوال الحياة من الجمال الخارجي .

                                                                                             الرب يبارككم
اشرف دانيال