– .هل يتطلب الأمر بلوغ سناً معيناً أو إمكانيات ما؟ أو نضجاً مادياً؟ أو نضجاً روحياً أو نفسياً
– ولكن دعنا إلي حد كبير ننظر إلي الغالبية العظمي من الأمور. فلا يوجد زواج كلاسيكي. ولا توجد هناك أنماط قياسية.فالزواج موجود منذ سبعة آلاف سنة. أي من اول الخليقة. والزواج موجود بين المسيحيين وغير المسيحيين. والزواج موجود في المجتمعات في المجتمعات الغنية جداً، وأيضاً في المجتمعات الفقيرة جداً. الزواج موجود بكل أشكاله. وليس هناك قوانين محددة تحدده، ولكننا نحاول إلي حد ما أن نضع خطوط عريضة
– الزواج أمراً نسبياً. فالولد في الصعيد، علي سبيل المثال، قد يتزوج في سنة الثامنة عشر.
– وفي الوقت ذاته يتطلب الأمر وجود إمكانية معينة يجب بلوغها، وخاصة من الناحية المادية، ولاسيما في مجتمعنا. فالزوج مطالب بإحضار وتجهيز أموراً معينة، وكذلك الفتاة أيضاً. فالارتباط ليس مجرد حب، ولكنه أيضاً يتطلب تأسيس بيت واتخاذ ترتيبات وتجهيزات الفرح والاحتفال. والأمور المادية لا يمكن إنكارها أو تجاهلها.
– النضج الماديً في مرحلة ما من حياة كل إنسان، والتي فيها يمكن الاستقلال في منزل خاص به.
– ومن جهة نظري، فالنضج المادي يتضمن شقين هامين:/ يتمثل الشق الأول في ضرورة وجود وظيفة أو مهنة ما تحدد اتجاه الشخص وتدر دخل ثابت له ويعتبر هذا أمراً هاماً.
– ويتمثل الشق الثاني في التأكيد علي أن الارتباط يعتبر تأسيس منزل. لذلك لابد من وجود خميرة مادية. أي لابد من وجود إمكانيات مادية تساعده على البدء فى خطوة الارتباط. وهذه النقطة تزعج شباب كثيرين. إذ يتطلب الأمر منهم ادخار قدر من المال، غير أنهم لا يستطيعوا الادخار. وهناك أشخاص آخرين يعملون في وظائف جيدة جداً، غير أن كل ما يحصل عليه من مال، ينفقه، ولذلك فهو لا يستطيع الادخار. والسؤال هو كيف يمكنه أن يتزوج ويصرف عليه بيته، بينما لا يستطيع الآن الإنفاق علي نفسه؟ هذا موضوع هام. النضج المادي يعني أن لديه قدر من الإمكانيات المالية التي تمكن الشاب من ادخارها أو التي تمكن أهله من مساعدته بها. المهم في هذا الأمر، أن لدي الشاب قدر من الإمكانيات المادية التي تؤهله للزواج أو علي الأقل لاتخاذ الخطوات الأولي في الارتباط. وليس من الهام أن يتوافر لدي الشاب كافة المبالغ المطلوبة للارتباط. ولكن عنده قدر من الإمكانيات المادية التي تكفي كبداية. لهذا يجب أن يسأل كل شاب من الرب أن يرسل له عملاً مناسباً ولكي يستطيع أن يدخر قدراً كافياً من المال، مما يؤهله للارتباط. لابد من حساب النفقة والاستعداد للمستقبل. إذ لا يكفي فقط أن تخدم الرب وأن تحضر المؤتمرات لكي تكون مؤهلاً للارتباط.
– وهناك مراحل محددة في حياة كل إنسان. فأثناء فترة الجامعة، يهتم الشخص في المقام الأول بإنهاء دراسته، ثم بعد انتهاء فترة الجامعة، يهتم الشخص بالعثور علي العمل المناسب أو استكشاف المهنة التي يعمل بها، وبعد ذلك، يبدأ في تحديد شريك الحياة. ولكن قد يقفز البعض من مرحلة إلي مرحلة أخرى، دون تروي. فعلي سبيل المثال، هناك البعض الذين يريدون الزواج أثناء فترة الجامعة. وهذا أمر جيد. ولكن من وجهة نظري، هم لم يعرفوا بعد المهنة التي سوف يمتهنون بها. ومن هذا المنطلق، فهم يحملون أنفسهم بأحمال كبيرة (وهذا من وجهة نظري، فأنا لست ضد أن يتزوج البعض أثناء فترة الجامعة). وليس هناك ما يضير في أن يختار البعض شركاء حياتهم.
*أما فيما يتعلق بالنضج الروحى
– فلقد كان في العهد القديم ، عالي الكاهن الذى وبخه الله لأن لم يتمكن تربية أولاده حسناً، بل تركهم في الخطية ولم يردعهم. فهل انت فى حالة روحية ثابتة و لديك التعليم الروحى الكافى لتعطيه لسرتك؟
– وكما وضعت علي عاتق الرجل الإمكانيات المادية، يجب أن أضع علي عاتق الرجل الأمر الروحي أيضاً، من نحو الصلاة و طلب بركة الرب لاسرته .
– ويجب أن يكون كلا الطرفين ناضجين روحيا و قادرين على معرفة ارشاد الرب لهم و تمييزهم لصوت الرب
– كما يجب كل منهما ان يكون صاحب قلب ممتلئ من محبة الرب غير المشروطة( المجانية)
– . كما يجب أن يكون الخضوع متبادلاً. فهناك من يعرف كيف يذهب الميل الثاني والثالث والرابع، غير أن البعض الأخر قد لا يكون علي هذا القدر من النضج. وهناك أيضاً من لا يعرف كيف يخضع أو كيف يكون صريحاً، أو كيف يتعلم من أخطائه. كافة هذه الأشياء تعتبر حجارة أو عثرة في طريق الارتباط. كما أن جميع هذه الأشياء تسبب مشكلات.
* النضج النفسىً
– وهو ما يعني أن يتمتع الشخص بالإحساس بالأمان، وبقدر من الثقة بالذات والاتزان النفسي.و القدرة على قبول اختلاف الاخر معه كما يجب أن يتحرر من صغر النفس والكبرياء.
– وعادة ما تنجذب الفتاة للشخص البشوش المفعم بالأمل. لذلك يجب التخلص من أحاسيس الفشل قبل الارتباط. وفي الوقت ذاته.
– لابد من تحقق قدر معين من النضج النفسي والجسدي والروحي قبل الإقبال علي خطوة الارتباط. وهناك أشخاص حالتهم المادية رائعة جداً، كما أن حالتهم الروحية معقولة إلي حد كبير، ولكن علي المستوي النفسي هناك بعض الخلل. فعلي سبيل المثال، قد يخاف البعض من الارتباط، نظراً لأن هذا الأمر يتطلب التضحية بالوقت والاستقلالية وراحة البال. لذلك يجب الاستعداد لهذه المرحلة.
* وهناك سؤال أخر يتمثل في: متى يمكنني أن أبدأ في الصلاة لمعرفة شريك الحياة؟
– وتتمثل الإجابة في عندما أتمكن من تحديد الوقت المناسب للارتباط.
– ولكن هناك سؤال أخر يتمثل في هل من المنطقي أن أشغل نفسي بالصلاة للارتباط وأنا لا أنوي الزواج سوى بعد 6 سنوات مثلاً.كما أن هناك سؤال أخر. ولكن طبعاً، هذا أمر غير منطقي. ويوجد نوعين من الصلاة: يوجد شخص يصلي لموضوع الارتباط كموضوع. بينما يوجد شخص أخر يصلي للشخص الذي يريد الارتباط به. ويجب أن يصلي كل شخص للارتباط بشكل عام، بحيث يصلي لكي يتحقق النضوج النفسي والروحي والمادى الذي يؤهله للارتباط. هذا شيء عام، تماماً كما نصلي للأبناء وللمستقبل وللمنزل وللخدمة ولمصر. ويجب أن نصلي لموضوع الارتباط، نظراً لأن الرب يعدنا للوقت المناسب للارتباط. ولذلك فلا يصح أن يبدأ الشخص في الصلاة من أجل الشخص ذاته، في حالة عدم استعداده نفسياً وروحياً و مايا. فقد يكون هذا الأمر نابع عن اندفاعات معينة.
– فقبل أن نبدأ في الصلاة من أجل الشخص المعين للارتباط، يجب أن نصلي أولاً من أجل أن يبين لنا الرب الوقت المناسب للارتباط.
* المراحل العمرية الختلفة:
– يقول الدارسون أن الشخص الذي يدرس بالمرحلة الثانوية، عادة ما يجذبه إلي الجنس الأخر هو الاحتياجات الجسدية أو الجاذبية الجسدية أو الشكل الخارجي أو الوسامة، الخ. فطالب المرحلة الثانوية عادة ما ينجذب بدافع الهرمونات، والتي تجبرهم علي التفكير في البعد الجسدي أو الجنسي، وذلك بغض النظر عن الأبعاد والملامح والصفات الأخرى المتوافرة في هذا الشخص، وبصرف النظر عن مدى التوافق الروحي أو المادي. فهو ينجذب من واقع الافتتان الجسدي. وبطبيعة الحال لا يمكن الاعتداد بهذا الأمر كمقياس لاختيار شريك الحياة.
– أما طالب الجامعة فهو ينجذب إلي الجنس الأخر من واقع احتياجاته العاطفية. فهو ينجذب بالعاطفة والحب . وتتمثل المشكلة في هذا النوع من الحب في أنه ربما يكون هناك تفاوت طبقي أو عمري، وخلافه. الأمر الذي قد يتسبب في إحداث جروح وأوضاع غريبة، تماماً عندما تقع الفتاة في حب رجل متزوج. ومن هذا المنطلق، فإن التمهل لحين الانتهاء من الدراسة الجامعية والانفتاح علي العالم الخارجي، سوف يضفي علي الأمر صفة العقلانية. وعادة ما يستطرد الطلاب في مرحلة الجامعة في كلام الحب والعواطف، ولكن عادة ما تنتهي الخطوبات التي تحدث أثناء الجامعة مباشرة بعد التخرج. فالتروي في مثل هذه الأمور يكسب الشخص صفة الواقعية. كما أن الخبرات تتراكم، والنضج النفسي يحدث تدريجياً. ويجب أن يقدم الشخص علي الارتباط بناء علي اقتناعه بهذا الشخص، وذلك عوضاً عن الارتباط به دون اقتناع حقيقي، الأمر الذي قد يسفر بعد 14 أو 15 سنة عن مشكلات حقيقياً أو قد يتسبب في فشل الارتباط بعد فترة معينة.
– أما الخريج الحديث، فقد يقبل علي خطوة الارتباط نظراً لأنه يريد أن ينتهي من موضوع الارتباط، أي أنه يتعامل مع الموقف من منظور عقلاني.
– أما بالنسبة للشخص الذي انهي تعليمه وتمكن من العثور علي الوظيفة المناسبة له فهو يريد أن يرتبط بدافع الاستقرار، وفي هذا الوضع ينجذب إلي شريك الحياة واضعاً في حسبانه كافة العوامل السابقة، أي الشكل الخارجي والملامح الجسدية والمشاعر والحب والعقلانية، وخلافه.
– ولذلك فإن الزواج بعد الانتهاء من فترة الدراسة الجامعية يساعد إلي حد ما نظراً لأن الشخص يبلغ مرحلة معينة من الاستقرار، الأمر الذي يساعده علي تقبل صعوبات الحياة، إذ يبلغ المرء مستويات عالية من النمو النفسي الداخلي، الأمر الذي يؤهله للانتقال إلي المراحل التالية. فالشخص العقلاني هو الذي يدرس الموضوع بعناية، ومن ثم لا يقع تحت تأثير العاطفة فقط، وإنما يمكن الاختيار من الواقع العقلاني أيضاً.
– لهذا فليس هناك سناً معينة للنضج النفسي، وإنما النضج النفسي هو عبارة عن توافر إمكانيات وخبرات نفسية تؤهل الشخص للدخول فى وحدة ناجحة مع شريك حياته.
الرب يبارك حياتكم
اشرف دانيال