– دائما ما يبداء الزواج بتوقعات ضخمة ,فكل من الزوج و الزوجة لديه أحلام يريد تحقيقها من خلال الزواج. ولكن بعد فترة من الزواج تتسرب الى نفوس الزوجين أحاسيس الحزن والإحباط ,ماذا حدث؟إن كل منهما مازال ينتظر الكثير من الأخر ولا يرى الأخر ذلك.
– وقد يتحول ذلك الى نزاع معلن بين الزوجين , ومرات أخرى لا يكون معلن صراحة ولكن يظهر فى شكل حزن و عدم رضى ,أي أن الزواج غير سعيد. وقد يحاول البعض إلقاء اللوم على أن أحد
الأطراف محبته غير حقيقية نحو الأخر أو على الظروف المحيطة مثل الأهل أو العمل أو الأطفال.
– لكن هناك موضوع هام قد يجهله الاثنين وهو إن لكل من الرجل والمرأة احتياجات نفسية مختلفة, وأيضا كل منهما قد نشاء فى جو أسري مختلف و نشأت معه احتياجات نفسية مختلفة.لهذا على كل من الزوج و الزوجة دراسة الأخر ومحاولة معرفة الاحتياجات الخاصة به وان يطلب من الله المعونة ليساعده على تسديدها .وهكذا عندما يهتم كل من الزوجين بإشباع الأخر سيمتلئ البيت بالسعادة والرضى.
– فى مرات كثيرة ما نقدم أدوار و مسئوليات كل من الزوجين بالنسبة الى الزواج , لكننا هذه المرة لن نطالب بأدوار بل على كل من الاثنين أن يفكر و يبحث عن الاحتياجات التى يريدها الأخر ويهتم بإشباعها( لان المحبة لا تطلب ما لنفسها بل ما للأخر) وسوف نقدم نظرة عامة على احتياجات كل من الزوج والزوجة من بعضهما للمساعدة لاكتشاف الأخر.
إحتياجات المرأة من زوجها
1- أن يكون قائد: قادر على اتخاذ القرارات و تحمل المسئولية. وفى نفس الوقت يوزع المسئوليات داخل البيت( أي انه يفهم أن القيادة هى دور معطى من الله وليس فرصة للسيطرة و فرض الرأي, ولهذا لا يجد الزوج حرج فى إعطاء زوجته مسئوليات معينة تقوم بها) بل يحترم إمكاناتها و قدراتها.
2- أن يكون مصدر لكلمات الحب والتشجيع: يوجد داخل كل امرأة مستودع للعواطف و يجب على الزوج العمل على أن لا يظل هذا المستودع فارغا و ذلك من خلال الكلمات التى تحمل إشباع عاطفي لها.حتى لا تتعرض الزوجة لجوع عاطفي قد يسبب لها الإحباط أو الاتجاه لمصادر غير أمينة لتسديده.وأيضا احترامه لها ولأهلها.
3- أن يهتم باللمسات الصغيرة: مثل مسك الأيدي أثناء السير أو الجلوس معا, إبداء إعجابه بمظهرها أو ملابسها, والاهتمام بالمناسبات الخاصة و تقديم الهدايا كتعبير عن الاهتمام والحب . هذه اللمسات هى عبارة عن دفعات من الحب والحنان تصل مباشرة الى قلب الزوجة.وغالبا ما يهتم الرجل أثناء فترة الخطوبة بهذه اللمسات ولكن يهملها بعد الزواج .
4- أن يشبع احتياجها أن يكونان معا : إن فكر الله أن يلتصق الرجل بأمر أته و الزوجة لديها احتياج أن يكون زوجها قريب جدا منها فكرا وقلبا . فهى لا تقبل أن يتواجد الرجل داخل المنزل ولكن مشغول عنها بأمور أخري ( مطالعة الصحف ,مشاهدة التليفزيون أو الحديث مع أحد أصدقاءه بالتليفون) لكن على الرجل الاهتمام بالزوجة قبل كل هؤلاء.
5- أن يشعرها بالأمان : من خلال كونه شخص قوى يحميها. ومهتم بعش الزوجية( مثلا إصلاح شئ بالمنزل أو المشاركة فى الاعتناء بالأطفال ) . وان يقبلها وسط التقلبات ( قد تتعرض المرأة لتقلبات نفسية أثناء الدورة الشهرية وأثناء فترات الحمل وبعد الولادة وكذلك عندما تبداء الدورة الشهرية فى الانقطاع ) وأي ظروف أخري قد تمر بها , يجب أن يكون الزوج هنا مصدر للتشجيع .ومن خلال الإنصات المتفهم لها وأنها تجده ذو صدر رحب لكل أحاديثها.
كيف يصل الزوج لذلك؟
* اللجوء الى المسيح فهو مصدر القوة والحكمة والحب.(1يو7:4 ,ابط10:5 )
* العمل على فهم ومعرفة احتياجات زوجته.
* التعاون المستمر مع الزوجة لتحسين الزواج ( أن لا يكون العلاج من طرف واحد)
إحتياجات الرجل من زوجته
1– أن تثق فيه: يحتاج الرجل من زوجته أن تثق فى حكمته وفى قدراته.ويظهر ذلك من خلال تشجيعها له وعدم توبيخه ( أن تعطيه مساحة للخطاء). وان تبتعد عن الغيرة لأنها تظهر عدم الثقة به. وكذلك قبوله كما هو,بنقاط القوة و الضعف.
2- الاحترام: هو مفتاح قلب الرجل. وهو وصية كتابية ( اف33:5 أما المرأة فلتهب رجلها) وان يكون هذا الاحترام أمام الأخيرين و داخل النفس أيضا. ويظهر هذا الاحترام فى احترام أهل الزوج لأنه احترام له.
3- الحكمة: فى تدبير أمور المنزل, فى اختيار الوقت المناسب للنقاش , فى عدم تثقيله بالمشاكل بل نشر جو المرح داخل البيت.ان تتفهم احتياجاته النفسية والجسدية وبالأخص العلاقة الجنسية من حيث أن لها دلالة خاصة عند الرجل( كإشباع فسيولوجى وكذلك نفسى) ليوف الرجل المرأة حقها الواجب و كذلك المرأة أيضا الرجل (كورنثوس الأولى 7 : 3)
4- زينة الروح الوديع الهادئ : ابط1:3-4 ( ..كن خاضعات لرجالكن ..و لا تكن زينتكن الزينة الخارجية.. بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ)الخضوع له وللرب , الوداعة والابتعاد عن الشجار. هذه الزينة هى التى سوف تستمر مع الأيام .(مع عدم الإهمال بالزينة الخارجية)
5- أن تكون فعالة وليست سلبية خامدة: مثل المرأة الفاضلة ام 10:31-31 فهى نشيطة, مدبرة, تراقب أولادها,تهتم بأمور البيت الروحية النفسية والجسدية ,تطور مواهبها وتتعلم أمور مفيدة,. أي إنها دائما تبادر بالفعل والاهتمام.
كيف يمكن أن تكون الزوجة كذلك؟
* .أن تشبع بالرب مصدر الحكمة الحب والقوة وكل جمال أو مواهب (فى19:4 , يع5:1 , اش 5:54 )
* ان تصلى من اجل زوجها ان يكون فى مشيئة الله وان يأخذ قيادته من الله ومن اجل بيتها أولادها.
أمر هام: إن معرفة الاحتياجات العامة لكل من الزوج أو الزوجة لا يغنى عن دراسة كل شخص على حدى فكل إنسان له مل يميزه وما هو يختلف به عن الآخرين ,لذلك كل شخص له احتياجات يتفق بها مع الاحتياجات العامة لجنسه و أيضا له احتياجات خاصة به وهذه على شريك حياته اكتشافها و العمل على تسديدها.
– إن الأمر لن يسير تلقائيا بمجرد معرفة الاحتياجات سوف يتم تسديدها,لكنه سوف يأخذ كثير من الوقت والجهد ( فى الصلاة والصراع مع الذات) لكن علينا أن لا نفشل عندما نرى النتائج القليلة بل الأيمان بأن الله يقدر أن يقودنا الى الراحة والشبع. “زك10:1 لأنه من ازدرى بيوم الأمور
الرب يبارك حياتكم
اشرف دانيال