عـدم الأمـان

 عدم الأمان هو ظاهرة أساسية مشتركة في معظم الاضطرابات النفسية، فعلي سبيل المثال تشترك العدوانية والاكتئاب في عنصر عدم الأمان.

 

وهناك شخص قد ينقصه الإحساس بالثقة بالنفس. فهو يشعر أنه غير كفؤ وغير مرغوب فيه وغير محبوب، وهذا يعرضه لهزات وصراعات نفسية كثيرة. كما أنه يكون صاحب خوف ورهبة وعصبية (تجعله مُعرضاً لمخاوف كثيرة).

أما الشخص المنضبط نفسياً فلديه الثقة التي تمكنه من مواجهة تحديات الحياة اليومية. فعندما يواجه تحدي معين، تجد لديه إمكانية دفاعية داخلية تكفي للتعامل مع الموقف (لديه القدرة علي التعامل مع المواجهات).

الأسباب

1. الرفض الأبوي والافتقار إلي الحب (المحبة غير المشروطة). فالشخص الذي ينمو في بيت، يشعره بالحب والقبول، تنمو داخله أحاسيس الثقة بالنفس ومشاعر الأمان. فغياب الحب، وشعور الطفل بعدم الرغبة، وإفراط الأبوين في العمل، وانتهار الطفل عند توجيهه سؤالاً لأبيه أو أمه، يؤدي إلي استمرار مشاعر الإحساس بعدم الأمان.

2. سيطرة الوالدان. 

3. مثالية الوالدان وميلهما إلي النقد. فالإنسان يتعلم من أخطائه. وعندما نتعامل مع الأطفال كما نتعامل مع البالغين، أو عندما نطالبهم بأداء ما هو صواب طوال الوقت، أو عندما نطلب منهم تحقيق أهداف تفوق إمكاناتهم، فنحن نتسبب في خلق مشاعر عدم الأمان لدي الطفل.

4. عدم استقرار المنزل بسبب السفر أو التنقل. فالشخص الطبيعي يشعر بالأمان عندما يتمكن من تحديد أموره في المستقبل (بشكل شهري أو سنوي). فعدم الاستقرار يؤدي إلي الشعور بعدم الأمان.

5. قسوة العقاب.

6. تصحيح الطفل بشكل سلبي. فمثلاً، إطلاق اسم علي الطفل يقلل من شأنه أو يتسبب في إغاظته أو مقارنته بطفل أو بشخص أخر.

7. إفراط الوالدان في الاهتمام بالطفل أو القلق عليه. فهذا الإفراط في الاهتمام أو القلق لا يتيح الفرصة أمام الطفل للنضج أو التدرج في تحمل المسئولية.

8. المقارنات غير المحببة.

9. عدم استقرار أو اتزان الوالدين. فعندما تتذبذب معايير التربية بين القسوة والتساهل، يتعذر علي الطفل تمييز الصواب والخطأ أو التعرف علي ما يغضب أو ما يسر والديه.

10. خوف الوالدان وعدم شعورهما بالأمان. فمن الطبيعي أن الطفل يصبح مثل والديه.

11. غياب أحد الوالدين أو كلاهما بسبب الموت أو الانفصال.

12. اجتياز اختبارات مؤلمة سواء في فترة الطفولة أو الكبر.

13. غياب الحياة الروحية الحقيقية.

العلاج

أولاً: من خلال خادم أو مشير:
1. أن يبدأ الشخص في التكلم بحرية عن مخاوفه وتردده والأمور التي تعطل سعادته.

2. محاولة الربط بين ما يعانيه الشخص الآن وما مر به في حياته أو طفولته. أي تقييم الأحاسيس في ضوء خلفية حياة الشخص. ويجب قيادة هذا الشخص للإجابة عن أسئلة من قبيل السؤال التالي: “كيف تعتقد أن مثل هذه الخبرات الماضية تؤثر اليوم علي أحاسيسك واتجاهاتك؟”

3. النمو الروحي والذي يمثل قمة الشفاء والذي يعزز مشاعر القبول والحب، ويؤكد السلطان الذي لنا في المسيح.

ثانياً: الأمان في الرب من الاضطراب في عالم غير مستقر

فكما ورد في (مز 55 :  1 – 11) “يمخض قلبي داخلي … خوف ورعدة أتيا علي فقلت ليت لي جناحاً كالحمامة فأطير وأستريح”. ما هي الضغوط أو الظروف أو الأشخاص الذين يدفعونك لترغب في أن تكون مثل الحمامة التي تسرع للهروب؟

ثالثاُ: لا تضع أمانك في الناس (أش 2 : 22 & أر 17 : 5)

هل يرتكز أمانك علي طريقة معاملة الناس لك؟

أجب عن العبارات التالية بنعم أو بلا:

* سوف أتحطم إذا تركني صديقي فجأة .

* لا أعرف كيف أتصرف إذا كنت بمفردي .

* رأي زملائي في الدراسة أهم من أي شيء أخر.

* أكره أن أكون بمفردي.

* لا أشعر بالسعادة سوى في وجود أسرتي أو أصدقائي .

* عندما يتوفي شخص قريب لي أشعر أن الحياة انتهت .

رابعاً: خذ الرب مصدر لأمانك وليس أي مصدر أخر (مز 16 : 8 & 21 : 7 & عب 13 : 6)

فقد يخذلك الناس أو الظروف، لذلك فعليك أن تتخذ الرب ملجأ لك. وهناك مصادر شائعة للشعور بالأمان بين الناس والتي تتمثل فيما يلي: أسرة مترابطة أو عمل جيد أو مستقبل مشرق أو موهبة خاصة أو إمكانيات أو قدرات معينة أو مجموعة أصدقاء أو روتين يومي معين أو مظهر حسن أو ممتلكات مادية.

خامساً: اتبع نظام أمن في حياتك
فسلوكنا يحدد الأمان لنا، وذلك من حيث طاعة المسيح (البيت المبني علي الصخر كما ورد في مت 7 : 24) والحياة الحكيمة (كما ورد في مز 28 : 26).

ولذلك ينبغي علينا:
1. إطاعة كلمة الرب

2. الالتصاق بمن يخضعون للرب

3. السعي للتعرف علي الرب بصورة أعمق

4. الهروب من المتمردين والعاصيين علي الرب

                                               الرب يبارك حياتكم
اشرف دانيال