تس5:1-7 “ان انجيلنا لم يصر لكم بالكلام فقط بل بالقوة ايضا وبالروح القدس وبيقين شديد كما تعرفون اي رجال كنا بينكم من اجلكم
وانتم صرتم متمثلين بنا وبالرب اذ قبلتم الكلمة في ضيق كثير بفرح الروح القدس
حتى صرتم قدوة لجميع الذين يؤمنون في مكدونية وفي اخائية.”
تحدث الرسول بولس الى كنيسة تسالونيكى عن نوع خدمته وعن تأثيرها,لقد وصف كرازته انها ليست مجر
د معلومات تقدم عن المسيحية, معتمدة على قدرة المتكلم و مهارته فى الاقناع بل انها كانت تم مصحوبة بعمل الروح القدس .
وهو هنا يضع فرقا بين ما يمكن ان نقدمه كمفاهيم او تعاليم مسيحية معتمدين على قوتنا وبين ما يمكن ان نقدمه معتمدين على قوة الروح القدس
الروح القدس هو الذى ينخس و يبكت القلوب(اع37:2) وهو الذى يشهد عن يسوع(يو26:15) وهو الذى يلد النفوس الولادة الجديدة(يو5:3)
هناك اقوال عادية وهناك افوال مصحوبة بتأثير حقيقى على النفوس , و كما وصف يسوع كلماته بأنها ( روح و حياة يو60:6) فأن كلماته كانت مختلفة عن كلمات معلمى الشعب من الكتبة و الفريسيين ,ليست فقط فى المضمون ولكن فى القوة على سامعيهاالذين وصفوا كلامه بأن له سلطان(لو32:4)
الكلمات العادية قد يعجب بها السامعين ولكنها تقف عند هذا المستوى فلا تصنع تغييرات عميقة فى النفوس.
كلمات بولس الرسول كانت مؤيدة بقوة الروح القدس فكانت النتائج كبيرة وواضحة, فرغم الضيق و الاضطهاد تغيرت النفوس وقبلت الرسالة بفرح.وهذا ما لاتستطيع صنعه كلماتنا بمفردها مهما حاولنا,كيف يقبل الناس رسالة تسبب لهم خسارة مادية او اجتماعية ؟ وكيف فى وجود الضيق يفرحون ؟لا ان هذا هو عمل الروح وليست للمهارة دور هنا.
كم من مرات حاولنا اقناع الاخرين بتعاليم الرب و حثهم على قبولها وكانت ظروفهم جيدة ولكن دون نتائج حقيقية!ٍ
السر ليس فى الخادم بل فى قوة الروح .
لننظر الى النتائج , لقد ذكر بولس الرسول ان اهل تسالونيكى لم يكن تغييرهم مجرد اعجاب بكلمات بولس بل كان تغيير قوى وواضح للجميع حتى ذاع صيته فى اماكن بعيدة, و اصبحت اخبار التغيير منتشرة فى كل مكان. وان ايمانهم و قبولهم للمسيح صارت قدوة للذين يؤمنون فى بلاد اخرى.
الكلام العادى لايصنع هذه القدوة.
علينا ان نشتاق و نسعى لكى تكون كلماتنا ممسوحة بالروح:
* الكرازة تحتاج الى قوة الروح القدس اكثر من المجهود البشرى,
* الرعاية تحتاج الى قوة اللروح القدس اكثر من التعاطف مع الاخرين,
* المشورة تحتاج الى قوة الروح القدس اكثر من الحكمة او الخبرة البشرية.
ان نوع ما نقدمه سوف يحدد نوع النتائج
كلمة خاصة: لا تضيع الوقت او المجهود فى انتقاد من هم فى خدمات اخرى .بل اطلب الان ان تمتلء بالروح القدس, الخدمة ليست قاصرة على مجموعة محددة أو عصر محدد أو مكان محدد بل الروح القدس يشتاق ان يفعل بنا كما فعل ببولس الرسول.افتدى الوقت او المجهود واطلب الملء(اف 16:5-18)
الامر يستحق من كل خادم يريد ان يستخدمه الرب ان يسلم حياته اليوم من جديد للرب , و ان نتنازل عن ذواتنا واسمائنا للرب, وان نكرس كل الامكانات و المواهب للرب , ونأتى له مقرين انه بدونه لا نقدر ان نصنع شىء ( شىء حقيقى)
يارب اجعل هذه الرسالة سبب تشجيع لكل من يقرأها, لاتدع احد منا مستمر فى خدمة الكلمات التى لا تغير فى من هم حولنا, لا تتركنا راضيين عن خدمة بلا سلطان ,تعالى انر عيون اذهاننا لنعرف ما لنا فيك امين.
الرب يبارك حياتكم
اشرف دانيال