– الزواج المسيحي هو علاقة صداقة قائمة على الشركة و التفاهم هو الذي يمكن كل طرف من استيعاب الآخر و بناء ذات مشتركة جديدة بين الزوجين.و المقصود بالتفاهم هو أن كل من الزوجين اصبح قادر على التعبير عما في داخله وتوصيله ألي الأخر بطريقة واضحة.
– عندما يوجد زواج ناجح لابد من وجود تفاهم جيد ,فهو شيء أولي في الحياة الزوجية. و هو ليس اختياريا و لكنه حيويا وممتد طول العمر.
– إن القدرة على التفاهم هي قدرة على الحوار المنفتح . والقدرة على وجود حوار بناء هي مهارة مرتبطة بما اكتسبه الفرد من أسرته أثناء طفولته ( كيف كان التفاهم و شكل الحوار داخل بيتك؟ هل الغضب و الانفعال أم الصمت والهروب أم حوار من طرف واحد ؟) فهي أمور موروثة و لكن من الممكن اكتسابها أيضا وتنميتها وهذا هو موضوع هذه المقالة.
معوقات التفاهم:
– عدم استماع كل طرف إلى الآخر هو أهم أسباب عدم التفاهم.
– أسباب خاصة تجعل الزوج غالبا قليل الاستماع:
* الزوج متعب ومرهق، و الحديث غير مريح له.
* توقع الزوج أن الحديث لابد أن يكون بسبب مشكلة معينة (وذلك لعدم فهمه نفسية المرأة آلتي تريد التنفيس والكلام عن كل ما يدور داخلها, عكس طبيعة الرجل آلتي تميل ألي الاحتفاظ بالأمور بداخله وليس بسهولة الكلام عنها) .
* إذا كانت هناك مشكلة فالزوج دائما يطالب نفسه بحل هذه المشكلة بصفته المسئول عن البيت( وهذا يرجع للتكوين النفسي عند اغلب الرجال عند مواجهة أي مشكلة أسرية ,فأول ما يتطرق الى ذهنه سو أل كيف احل هذه المشكلة؟ وهو هنا جاهل بطبيعة المرأة التى تود مجرد الحديث عن ما فى داخلها الى شخص يفهما غير طالبة الحلول فى اغلب الأحيان ولكن فقط المشاركة).
* الزوج لا يريد الحديث أو الاستماع لأمور ليست من مسئوليته ( مثل الطعام أو تنظيف المنزل أو مشكلة واجهتها مع إحدى صديقاتها).
* الزوج يريد الكلام المباشر في الموضوع “بدون لف ولا دوران”, لأن التفاصيل الكثيرة من وجهة نظره غير مهمة و المهم هو ما حدث فى مجمل الأمر( وهذا يرجع أيضا الى أسلوب التفكير عند الرجل الذي يميل الى النظرة الشمولية للموضوع عكس المرأة التى تميل الى النظرة المدققة فى التفاصيل الصغيرة. فإذا أردنا من زوجين وصف إحدى الحجرات سوف يهتم الرجل بمساحة الحجرة و موقعها بالنسبة لباقي المنزل ولكن المرأة سوف تهتم بنوع قماش الأساس و ألوان السجادة ومدى تناسقها مع ألوان باقي الحجرة.)
– هناك بعض معوقات عامة للرجال والنساء :مثل “التعب الجسدي، المشغولية الزائدة، الأنانية، السخرية، الأفكار المسبقة، الوقت الغير مناسب، التليفزيون، حب الصمت، الثورة، الدموع، النقد الهدام، الثرثرة”.
طرق التفاهم:
– أنه ليس ما نقوله بقدر ما هو كيف نقوله.
– الرسالة تعتمد على نبرة الصوت، سرعة الكلمات، علامات الوجه، و حركة الجسم. كل هذه قد تفسد أو تزيد، أو تقلل من المعنى أو المطلوب توصيله
– فعندما يتأخر الزوج خارجا تستقبله الزوجة بعبارة ” لقد تأخرت “و لكن طريقة العبارة تختلف إذا كانت مصحوبة بنبرة حانية وملامح تشير الى فرح الزوجة لوصول الزوج ( هنا الرسالة التى تصل الى الزوج إيجابية تدل على اهتمام زوجته به) ولكن إذا قالت الزوجة العبارة بصوت جاف وهى مركزة نظرها الى كتاب تقرأه ( هنا الرسالة سلبية تدل على انه هناك عدم اهتمام بالزوج )
مستويات التواصل:
1- مستوى العبارات المحفوظة: مثل ” صباح الخير” وهذا المستوى لا يعنى التواصل أو التفاهم داخل الأسرة بل يعنى الاغتراب والانفصال , إذا كنت تعامل شريك حياتك على هذا المستوى فأنتم فى احتياج الى إصلاح خلل كبير بينكم.
2- مستوى تقرير الحقائق: مثل ” انه موعد دفع فاتورة التليفون “أو” لقد نفذ الخبز من المنزل” وأيضا لا يعتبر هذا المستوى تواصل حقيقي داخل الأسرة.
3- مستوى أبدأ الرأي: مثل ” أنا موافق على الذهاب الى الاجتماع يوم الأحد” أو ” إن هذه الطريقة فى طهي الطعام لا تناسبني أنني احتاج الى الطعام الخالي من الدسم ” , هنا فقط بداء التواصل الحقيقي حيث بداء كل طرف فى الكشف عما فى داخله للأخر.
4- مستوى الإحساس و المشاعر: مثل ” أنا اشعر بالتعب” ” أنا فرحان” ” أنا قلقة” وهكذا بداء كل طرف الدخول الى أحاسيس الأخر ومعرفتها.
5- مستوى المشاركة الكاملة المنفتحة: هنا انفتاح فى كل الاتجاهات وجو الحديث آمن وكل طرف له الحرية على التعبير عن أفكاره بوضوح وثقة, وهذا هو المستوى الذى يجب أن نسعى إليه جميعا.
أسس التفاهم الجيد:
– ليس هدف الحوار كسب الموقعة واثبات الرأي ( أنا صح وأنتي خطاء) ولكن تفهم الآخر و قبوله للوصول معه إلى الحق الذي يضمن سعادة الطرفين ,حيث تختفي كلمة أنا وتعلو كلمة نحن.
– ومن أهداف الحوار أيضاً هو بناء لغة مشتركة يفهمها الطرفان بوضوح وتحديد, وهذا أمر يحتاج الى انفتاح والى صبر حتى نصل للغة مشتركة.
فن الكلام:
1- الانفتاح: كيف أعرف شريكي إن لم يخبرني عن نفسه ما يعجبه وما يؤلمه. لذا علينا أن ننفتح بعضنا لبعض و نقول ما بداخلنا بصدق و أمانة لننمو في المعرفة المتبادلة( لا تتوقع من الأخر أن يفهم تماما ما بداخلك دون أن تبوح به بطريقة مباشرة, فهذا خطاء شائع نرتكبه جميعا).
2- الحكمة والانضباط في اللسان وتكلم الصدق دائماَ دون مبالغة (أف29:4) لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم بل كل ما كان صالحا للبنيان حسب الحاجة كي يعطي نعمة للسامعين.
3- اختيار الوقت المناسب بعيد عن التعب الجسدي أو النفسي(أم 11:25) تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها.
4- اختيار الأسلوب المناسب: اللطف، الاحترام لفكر و مشاعر الآخر و الابتعاد عن النقد والغضب
5- استخدام نبرة الصوت المناسبة
6- لا تبداء في الإجابة حتى ينتهي الطرف الأخر من الكلام
7- أعط فرصة للتفكير ولا تندفع بل تكلم الكلمات آلتي تفهم و تقبل من الاخر
8- عندما تكون مخطئ اعترف بالخطاء واطلب مسامحة الأخر( وإذا اعترف لك الأخر اقبل أن تسامحه و تأكد انك نسيت أيضا)
فن الإنصات:
هو الجزء الأصعب في الحوار و يحتاج إلى تدريب و جهد و هو يختلف عن مجرد الاستماع السلبي، فهو إيجابي أعطي فيه كل حواسي للآخر و أحاول أن أرى الأمور من منظور الآخر
بعض متطلبات الإنصات:
1- الاستماع الكامل إلى النهاية
2- الفهم الحقيقي لكل ما يقال مع تبليغ الأخر استيعابك بإيماءات واضحة له مع الاحتفاظ بالخط البصري أثناء الاستماع
3- قبول الرأي المخالف للشريك و قبول عدم موافقته على افكارك
4- تجنب إصدار الأحكام و المقاطعة ( أم13:18) من يجيب عن امر قبل ان يسمعه فله حماقة و عار.
5- و لا تستخدم السكوت لإغاظة الطرف الأخر بل برر له سكوتك
الحوار الزوجي الفعال يتميز بالأتي:
– الإحساس بالحرية في التعبير عن نفسك ( الأفكار و المشاعر)
– الإحساس بأن شريكك يفهمك ويسعى لذلك
– اختفاء مجادلات من الذي على حق ومن المذنب
– تقليل حياة الشد
– الإحساس بالأمان في العلاقة الزوجية
خاتمة:
السعادة الزوجية ليست تلقائية ولكن هى أمر يتطلب جهد من بذل الذات والانفتاح على الأخر وفهمه حتى يمكن الوصول إليه. فعلينا أن نطلب القوة والمحبة والحكمة من الله.ونسعى نحو تطوير مستويات التواصل داخل أسرنا.
الرب يبارك حياتكم
اشرف دانيال