تربية الأطفال عامة عند المصريين تنقسم إلي نوعين : النوع الأول :-لا يهتم بالجانب العاطفي و النفسي لدي الطفل لكن إنشغاله الأول بالناحية الظاهرية للطفل كالاهتمام بتأديب الطفل و تعليمه السلوك السليمً
النوع الثاني :- و هو عكس النوع الأول من التربية يهتم بإشباع الطفل من الجانب العاطفي و لا يهتم بالنواحي الظاهرية من تأديب و تعليم .
للأســـــف …. كلا ً من النوعين لن يخرجوا طفل سوي .
وإذا كان هذان الإتجاهان ليس هما اللذان يخرجان طفلا ً سويا ً
ما الذي نقدمه للطفل من حب و ما الذي نقدمه للطفل من تصحيح و تقويم ؟
أكثر الأراء يقولون نقدم 50 % حب , 50 % تقويم وتصحيح .
عمليا ً من السهل أن تقوم و تصحح أخطاء الطفل بسرعة وبدون أي تعب , فهذا أسهل من إنك تقدم حب و تتحمل الطفل.
غالبا ما نميل الى إن نصحح الموقف بسرعة,و ذلك لأنه مضمون وسريع النتيجة و ذلك بإعطاء أمر أوالصوت العالي يمكن أن تحل المشكلة و لكنها لا تحل بداخلنا . وللأسف في هذا لم نعلم الطفل السلوك حسن فقط قمنا بأخضاعه.
أما الرأي الذى يقول قدم لطفلك 90% حب و 10 % تقويم و تصحيح هو الأرجح في التربية السليمة حيث إنك تقدم لطفلك كل المحبة الذي يريد أن يشبع غريزته العاطفية بها وبعد ذلك يكون مع أقل توجيه نصحح أخطاء أطفالنا وبذلك نترك لهم التأثير الإيجابي لأنه غريزته الداخلية العاطفية مشبعة بدون ضغط في التوجيه .و هكذا يكون أغلب التعامل مع الطفل عن طريق الحب وبعد ذلك التصحيح في التصرفات
قبل أن نعدل سلوك الطفل المخطىء علينا أن نوصل له أنه محبوب .
للأسف الأباء يتبعون مبدأ الثواب ( المكافأة ) و العقاب !
الإهتمام الأول لدى الأباء هو تغيير سلوك أبنائهم من ( عدم سمع للكلام – شقاوة – التأخير خارج المنزل – الإصرار علي رأيهم ) للأسف لا يفكروا في الإحتياجات النفسية لهم و إنهم محتاجين أن يشبعوا العاطفة لديهم .
لو ركزنا في تربية الأطفال علي السلوك و تقويمه دون أن نقدم حب و عاطفة هذا ينشىء طفل يواجه العديد من المشاكل في المستقبل بسبب إنه لم يشبع أبواه غريزته العاطفية بالحب الإلهي الذي وضعه الرب في قلب الأباء .
ثانيا توقيت الاشباع العاطفى فى التربية:- من الأفضل ألا أنتظر أن يخطىء إبني ثم أعدل سلوكه بعد الخطأ . يجب علينا نحن الأباء أن نبدأ بالمبادرة بأن نزرع كمية من الحب والإشباع العاطفي للطفل من المبكرة قبل أن يبتدىء في الخطأ .
نهتم بأشباع الطفل من المحبة و القبول مبكرا جدا منذ اول لحظة فى قدومه للدنيا
عندما يحدث خطأ من طفلك وهو مشبع عاطفيا ً بأقل بشىء من التوجيه البسيط جداً طفلك سيطيع كلامك وبهذا تسير المعادلة في مسيرتها الصحيحة .
لكن إن كنا قدمنا 10 % حب و 90% تصحيح و تقويم فأننا نجد معاناة شديدة في التربية لأن العلاقة هنا وجدت بين الأمر و النهي دون وجود حب فيكون الأمر في غاية الصعوبة . لابد ان يكون هناك مبادرة بالحب مع طفلك .
مبدأ التربية الذي لابد أن ننادي به اليوم هو إشبا الطفل للإحتياجاتع العاطفية و النفسية قبل حدوث أي خطأ منه ( المبادرة بالحب )
خطاء عندما يكون الوالدان في راحة كاملة طالما إبنهم لم يحدث منه أي مشاكل يظنون وقتها إن تربيتهم سليمة .
عد طفلك ليوم يحدث فيه خطأ ووجهه بكلمة أو بفكرة ليسهل عليه بعد ذلك طاعتك ولكن إن لم يحدث ذلك فمن الصعب جداً إقناعه بل يحدث ثورة من الغضب و التمرد
ثالثا نوع الاشباع العاطفى:- .حب غير مشروط . و معناه انه محبوب لذاته وليس لاعماله او امكاناته , انه مقبول ومرحب به كما هو, انه غير مطالب بأى شىء حتى ينال حبنا.و انه سبب سعادة و فرحة لنا بغض النظر عن شكله او اداؤه , و اننا مستمرين فى محبته حتى فى وقت سلوكه الغير مرضى لنا, محبة ثابتة لا تتغير.
و كثير من السلوك الغير منضبط يكون خلفه مشاعر غير مسددة . و لهذا مراراً و تكراراً نقول ….. إزرع قدر من الحب و الإهتمام فيصبح تغيير السلوك بأقل مجهود .
** الطفل في إحتياج لمحبة غير مشروطة دون النظر إلي عيوبه أو أخطائه .
الأباء للأسف يتبعوا أسلوب مبدأ الثواب و العقاب في تربية الأطفال و هذا يعطي و ينمي لدي الطفل المحبة المشروطة ( تعمل شىء كويس بابا و ماما يحبوك …. وهكذا ) .
إستفد من المحبة التي أعطاها الرب لك دون شرط أو مكافأت .
يقول البعض (رغم إنني أقدم لإبني هذه المحبة إلا إنه يتمرد أحياناً) وذلك بسبب تربيته منذ البداية علي المحبة المشروطة التى تركت في نفسه آثار لها و اصبح من الصعب عليه فهم المحبة المجانية .
دعونا نركز في المحبة الغير مشروطة حتي مهما كانت الظروف صعبة أو كويسة نقدم له المحبة .و هذا النوع من المحبة يسكبها الرب في قلوب الأباء حتى يقدمونها دون أن تكون هناك أية اسباب ,فقط نقدم هذا الحب أطلب من الرب أن يسكب بداخل قلب بقوة الروح القدس هذا النوع من الحب لأنه سيغير الكثير من ظروف الحياة .
لأبد أن تتأكد من إنك زرعت بداخل طفلك المحبة الغير المشروطة لأنه عندما يقوم طفلك بعمل خاطىء لابد ومن المهم أن يفهم ويعي أنه زعل الأخرين فيكون الدافع هنا الحب و ليس العقاب ( مبدأ الثواب و العقاب ).
فلنحذر من هذا الأسلوب في التربية إسلوب الثواب و العقاب عندما نستخدمه لتوصيل محبتنا للابناء .كما نحذر ان يكون الرب طرف في عقابنا لأطفالنا . إحذر من عبارة( ربنا هيزعل منك )لأن هذه العبارة تشوه صورة الرب المحب أمام الطفل .
نجلس و نفكر فيما يحتاجه الطفل و ما لا يحتاجه لا ندع أنفسنا للظروف لكي تحدد علاقاتنا و تصرفاتنا مع أولادنا كما لا ندع أنفسنا لأمزجتنا تتحكم في تربيتنا للاطفال ( اليوم مزاحي كويس علاقتي بطفلي كويس و العكس ) لان في هذا التعامل نجعل من أولادنا هوائيين .لا يكون مبدأ التربية عندنا الصدف أو الظروف .الحب الأسري هو الأساس .
ماذا يحدث لو شعرالطفل بمحبة أبويه إنها مشروطة ؟! .
يشعرالطفل بالرفض و القلق و تكون ردود أفعاله سلبية . إحرص علي أن تملء غريزة طفلك بالمحبة الغير مشروطة .
رابعا كيف نعطى الحب:-
القنوات الأساسية التي يفضلها الطفل في المحبة :
1- التواصل العيني . 2- التلامس الجسدي . 3- الوقت الخاص .
التواصل العيني :- وهو يعني أن تكون عيني في أعين طفلي وذلك بهدف أن يرى الحب في عيني و هذا تعبير عن الإهتمام . و الطفل اول عين يتواصل معها هى عين امه, ومنها يبداء فى استقبال الحب. وعندما يقترب الاباء من ابنائهم و يثبتوا اعينهم مباشرة على اعينهم فأنهم يهبونهم الاحساس بالامان والقبول والتشجيع . لنتعلم ان نتكلم معهم ونحن ناظرين اليهم فهم يحتاجون هذه النظرة الابوية منا
و لكن للأسف لدينا مشكلة صعبة جداً وهى ان الوسيلة التي أعطانا الرب إياها لكي نعبر بها عن الحب هي نفس الوسيلة التي نعبر بها عن القسوة و العقاب و التوعد . بمعنى إنه يمكن بنظرة عين يملئها الحب يشعر بمقدار هذا الحب الطفل ، و بنظرة عين يملئها الغيظ يشعر بها الطفل بمقدار الخوف و القلق منها .
لنحذر إستغلال العطية التي أعطانا الرب إياها لنعلن عن طريقها الحب بأن نستبدلها للخوف و العقاب .
.
التلامــــس الجســــدي :- وهو إحتياج نفسي ضخم للطفل لآنه إحتياج غريزي وهدفه توصيل مباشر للحب لقلب الطفل ( الشخص الكبير يفهم و يعي كلمة بحبك لكن الطفل الصغير لا يفهم كلمات الحب و لكن يشعر بها في حضن أبويه ) . و يتمثل التلامس الجسدي في رغبة الطفلفى ان نقبله و ان نأخذه فى احضاننا .و في النوم بجوار والديه أو في جلوسه بإستناد ظهره علي أحد الأبوين .
و لا تتأفف إذا كان طفلك في حالة إلتصاق دائم بك فهذا يعني انه في حاجة إلي أن يشبع العاطفة التي بداخله .
من المهم أن نخلق الفرص التي يكون فيها التلامس الجسدي لطفلك لآن الطفل كلما كبر في السن يكون في غاية الكسوف من هذا و خاصة في وجود أحد من الناس أو الأصدقاء . مثلاً مساعدته في إرتداء ملابسه ، اللعب معه ، ….. الخ .
وهذا الكلام حتى للابناء المراهقين الذين قد لا يفهمون احتياجاتهم العاطفية.( على كل اب او ام ان يحتضن ابنائه المراهقين و لا يتوقف عن هذا حتى وان بدا انهم لا يريدون ذلك ,ففى الواقع يحدث اشباع لمشاعرهم من خلال هذا التلامس الجسدى دون ان يدروا)
الوقت الخـــاص :- وهذا العنصر من أغلى الحاجات الثلاث , لاننا فى عصر الحياة العملية حيث الجميع منهمكين فى اعمالهم ,ظانين ان تدبير المال هو اهم احتياج الابناء, و لكن الاشباع المادى من الممطن تعويضه عكس الاشباع العاطفى من الصعب تعويضه . فعلى كل اب او ام أن يقتطع جزء من وقته يومياً او أسبوعياً لابنائه حتي يشعروا أنك خاص به و له فيَك نصيب كبير وإنه مهم جدا عند والديه .
لكن هناك اطفال يحبوا ان يمتلكوا والديهم هذا نتيجة عدم شبع عاطفتهم منذ الصغر فيكون هذا رد الفعل .